المصدر : مدونة سيف المصرى
فى يوم 24 مايو 2013 و فى العاصمة الاسبانية مدريد تم القاء القبض على المدعو ارثر بودوفيسكى بلانشوك الاوكرانى الاصل و الذى يحمل الجنسية من دولة كوستاريكا و ذلك بالتهم الاتية نظير ملكيته لاحد اكبر البنوك الالكترونية العالمية (ليبرتى ريزيرف Libertyreserve.com ) :
1- الاتهام بالتداخل فى عمليات غسيل اموال بداية من 1 يناير 2006 و حتى 30 يونيو 2006 بقيمة لا تقل عن 30 مليون دولار.
2- تسهيل تحويل الاموال الى دول غير مسموح لها عالميا و مفروض عليها عقوبات دولية مثل ايران و سوريا و السودان و نيجيريا و تسهيل تهريب المال و الذى قد يستخدم فى عمليات ارهابية.
3- تسهيل التجارة بالاطفال و الدعارة بالبشر غير كاملى الاهلية.
4- تسهيل ترويج و تجارة المخدرات من خلال استلام الاموال عبر هذا البنك الالكترونى.
بدأت القصة فى عام 2011 حيث بدات المباحث الفيدرالية الامريكية تعقب ارثر بودوفيسكى بتهم غسيل الاموال و تم الاتفاق مع موطنه الحالى دولة كوستاريكا الواقعة فى وسط امريكا على تعقبه و القبض عليه بهذه التهم.
و مع القبض عليه فان عرش تجارة الانترنت تزلزل زلزالا عنيفا حيث يستخدم هذا البنك فى الكثير من المدفوعات و العمليات الشرائية سواء اكانت مباحة او ضد القانون..
فكثير من شركات الفوركس تستخدم هذا البنك فى الايداعات و سهولتها و فتح اسواق فى دول موقوفة بحكم قوانينها كالمغرب العربى او بحكم عقوبات دولية كما سبق ذكره.
ايضا عشرات الالاف من المواقع الخدمية و العامة و الشرائية و التى تقدم خدمة الدفع الفورى عبر ليبرتى ريزيرف لشراء منتجاتها.
اضف الى ذلك شركات الربح او ما يسمى الهايب HYIP و التى تعتمد بشكل اساسى على الليبرتى ريسيرف لسهولة استلامه و بيعه و الحماية العالية التى كانت عليه.
لن يسبب هذا خسارة فى التجارة الالكترونية فحسب و انما سيسبب خسائر فادحة لاصحاب الحسابات فى بنك ليبرتى ريسيرف و اصحاب الشركات و المواقع الالكترونية و قد يؤدى هذا الى انهيارات فى انظمة كاملة مثل الانظمة الربحية الهرمية HYIP و المحرمة دينيا و دوليا .
اسباب اغلاق موقع ليبرتى ريزيرف:
- عدم وجود تفعيل للعملاء و الحصول على هوياتهم الشخصية مما جعله مرتعا خصبا لغسيل الاموال و التجارة الغير مشروعة.
- عدم وجود اليات سحب معتمدة عبر بنوك حقيقية على الارض و استعمال الوسطاء بدلا من ذلك.
- عدم وجود ترخيص خاص بالتجارة الالكترونية فى الامور المالية.
- ترخيص البنك كان شركة اوفشور Offshore لا تخضع لاى رقابة من دولة كوستاريكا.
ما هو الدليل على اغلاق الموقع فعليا و هل سيفتح مرة اخرى ام لا و ما هى القصص المماثلة سابقا؟
فى عام 1996 انشئ احد اكبر البنوك الالكترونية فى التاريخ و سمى باسم ايجولد e-gold و كان ايجولد هو عملاق التجارة الالكترونية و كان سببا فى رواج التجارة الالكترونية على مستوى العالم .
فى عام 2008 تم اغلاق الموقع مؤقتا من قبل السلطات الفيدرالية الامريكية للاسباب السابقة نفسها حيث كان يدار الموقع من ولاية كاليفورنيا الامريكية و عاد الموقع بعد ذلك بعدة اسابيع ليطالب كل من له حساب فيه و يريد سحب امواله ان يقوم بارسال هوياته و تفعيل بياناته فى الموقع و كان الهدف من ذلك عدم تضرر الكثير من التجار الالكترونيين ممكن يقومون بعمل غير مؤذى و السبب الاخر هو الحصول و توقيف كل الحسابات الوهمية و التى لم يستطع اصحابها تفعيلها او ارسال الوثائق و تم تجميد كل هذه الحسابات..
و فى نفس العام تمت ادانة الشركة و تغريمها 3.7 مليون دولار نظير الادانة فى عمليات غسيل اموال..
و فى عام 2009 تم انزال تحذير على موقع الايجولد انه لن يكون فى استطاعة العملاء استعمال ايا من خدماته و تمت السيطرة على الموقع بالكامل من قبل الادارة الامريكية و قامت الادارة الامريكية باخطار العملاء بتقديم شكاوى لاستحقاق اموالهم بعد اثبات ملكيتهم للحساب و بتفعيل اوراقهم الشخصية و تبدا هذه التعويضات فى 3 يونيو 2013 اى بعد الحادث باربعة سنوات كاملة.. و هو ما لم يبدأ بعد..
هل سيحدث الامر نفسه مع بنك ليبرتى و عملائه و الايداعات داخله؟
حتى الان لا توجد اى اخبار او تصريحات من أى جهة سيادية فى امريكا بشان الموقع و اى شيئ عن فتح البنك او استمرار اغلاقه هو مجرد اشاعات او تطمينات من قبل من لهم اموال داخل البنك و حتى اللحظة الحالية فان الموقع قد تم نقل الهوستنج الخاص به الى NS1.SINKHOLE.SHADOWSERVER.ORG و هو احد السيرفرات الخاصة بالمباحث الفيدرالية الامريكية و الذى شوهد اغلاق اكثر من موقع له نفس الصفة او مواقع اخرى لها علاقة بغسيل الاموال مما يثبت حوزة الموقع للمباحث الامريكية..
و معنى هذا الدومين و الهوستنج الخاص بالبنك لم يعد فى حوزة صاحبه بعد الان و سيكون القرار للمباحث الامريكية..
فى الغالب انه سيتم انزال تنويه على الموقع بما حدث و ما قد يحدث او قد يبقى الموقع مغلقا فترة التحقيقات..لا احد يعلم الان..
ما الذى نستفيده من هذا للمستقبل؟
ان الولايات المتحدة تقود العالم للضغط فى موضوع غسيل الاموال و دعم الارهاب العالمى و اول مصدر لهذا هو البنوك الالكترونية و لذا فان اغلب البنوك التى ستستمر فى السوق هى البنوك التى تحصل على هويات عملائها لتفعيلها و مسجلة فى هيئات رقابية عالية و مختصة الترخيص بالتعاملات المالية.
لذا فان اى بنوك لا تحصل على هذه الهويات قد يكون مصيرها الغلق الاجبارى ايضا اجلا ام عاجلا..
مثل هذه البنوك هو الويب مانى و البيرفكت مانى و البيت كوين و كل هذه البنوك ستصبح عرضة اجلا ام عاجلا للاغلاق الفورى..
فى حين ستصعد اسهم البنوك المرخصة مثل بايبال و سكريل(مونى بوكرز) و بايزا(اليرت باى) نظرا لترخيصهم فى امريكا و بريطانيا و كندا على التوالى..
حتى تصبح فى امان لا تحاول التعامل مع بنوك لا تخضع للترخيص حتى لا تكون عرضة فى اى وقت لخسارة اموالك..
اعتقد ان بنك ويب مونى سيظهر كبديل لليبرتى ريسيرف للعمليات الغير قانونية نظرا لوقوعه فى روسيا..قلب المافيا النابض..
تأثير ما حدث على شركات الفوركس و تجارة الفوركس بشكل عام..!!
لا يوجد تأثير يذكر على تجارة الفوركس فالفوركس سوق غير مركزى لا يتبع اى منظمة او يخضع لبنك الكترونى واحد كما هو الحال ايضا فى الشركات المرخصة و لكن هذا يؤكد انه ستكون هناك هزة عنيفة للشركات التى تتعامل مع ليبرتى ريسيرف و هو ما قد يسبب خسائر فادحة للشركات قد تغلق معها ابوابها لو كانت لديها ارصدة كبيرة فى بنك ليبرتى ريسيرف..
و لكن من الناحية الاخرى قد تكون هذه الشركات الكبرى لها اليد العليا فى رفع حالة الضبابية عن مصير البنك و مصير العملاء فى الوقت الحالى و حتى كتابة هذه السطور لم تصدر اى شركة فوركس تصريحا عن اليات السحب لمن قام بالايداع عبر ليبرتى ريزيرف او مدى الضرر الواقع عليها و حتى امكانية استمرارها من عدمه فكل الشركات ستكون عرضة لتخسر كل اموالها فى حال سحب عدد كبير للمودعين امواله منها..
غالبية شركات الفوركس التى تتعامل مع البنك هى شركات ماركت ميكر الا قليلا..و بهذا فان هذه الخسارة هى خسارة للشركة نفسها قد تودى بارباحها و ايداعات العملاء بها ايضا..
من وجهة نظرى لا اعتقد ان تسيطر شركات الفوركس على ايداعات العملاء و لكن سيكون البديل اكثر قسوة فقد تغلق هذه الشركات ابوابها بالتبعية او قد تتعرض لخسائر فادحة قد تؤثر على مصداقيتها او قد لا تتعرض اطلاقا لاى شيئ لو كانت ايداعاتها فى ليبرتى ريسيرف قليلة..
و من ناحية اخرى فنحن نشدد على التعامل مع شركات مرخصة فى هيئات رقابية عليا و التى لا تحفظ اموال عملائها مع اموالها و تحرص على التقيد بسياسات ضمان عدم غسيل الاموال من خلالها و هو ما يوجد فى شركات امريكا و سويسرا و بريطانيا.
و لكن الاهم ان نأخذ الحذر مثل ما يشابه ايجولد او ليبرتى ريسيرف او ما يقوم بتقديم بطاقات صراف الى مثل بايونير كارد و هى ما تقوم به بعض الشركات ايضا و ستكون مشكلة كبيرة لها هى الاخرى فى حال ايقاف بطاقات الصراف الالى لها و هناك الكثير من الشركات تقدم هذه الخدمة ايضا فيرجى الحذر..
بهذا الموضوع ارجو ان يتفهم الاخوة اصحاب الايداعات فى بنك ليبرتى القضية الان و ان يتعاملوا مع الامر على هذا النحو..
اتفهم ان هذا الموضوع يسبب انزعاجا للكثيرين فلقد فقد البنك مصداقيته و فقدت الاموال فيه قيمتها الفعلية فلو عاد البنك ستنهار اسعاره تماما و ان لم يعد فالخسارة اكبر و اشد..
نحن نعزى كل اعضاء اف اكس ارابيا ممن تسبب له الامر فى خسارة و نحن كموقع خسرنا ايضا بعض الاموال التى كانت موجودة فى ليبرتى ريزيرف و مع كل اسف و ننضم الى قافلة الضحايا..
سوف نعاود الكتابة فى هذا الموضوع فى حال وجود اى معلومات جديدة..
كل البيانات الموجودة فى الموضوع هى بيانات حقيقية و تقارير من مواقع موثقة و قراءات فى سوابق حدثت نأمل ان تفيد القارئ.
لا تعليقات على : "أسباب و تداعيات اغلاق بنك ليبرتى ريزيرف على شركات الفوركس و التجارة الالكترونية بشكل عام "